قصص من سجن الأمن 
” عندما كنت مفتياً “
قصص من سجن الأمن السياسي علي البخيتي في أحد الأيام اثناء ما كنا نتشمس في ساحة سجن الأمن السياسي في العام 2008 م رأني أحد عناصر القاعدة وأنا ملتحي وبيدي مسبحة – كنا نصنعها من نواة التمر – فقال لي : يا شيخ اريد أن استفتيك في أمر
قلت له : تفضل
قال : انا تعبت من معاناة السجن ويضيق صدري الى أن اصاب باكتئاب نفسي, ولاحظت بعض زملائي يلعبون الشطرنج ويقضون وقتهم سعداء, لكن بعض زملائي قالوا لي ان لعبة الشطرنج حرام وانا الآن في حيرة واريد أن أتأكد منك.
قلت له وأنا ممسك بالمسبحة : هل تصلي الفروض في وقتها؟ قال نعم
هل تصلي السنن كاملة ؟ قال نعم, هل تقرأ ما تيسر لك من القرآن ؟ قال نعم,
قلت له طالما تؤدي واجباتك فلا حرج أن تلعب الشطرنج في اوقات الفراغ وهو رياضة للعقل كما أن الجري رياضة للجسم, وهو ينمي مهاراتك العقلية ويغطي اوقات فراغك ويبعدك عن الاكتئاب وأمراض السجن النفسية.
قال لي : البعض يقولون انه حرام.
قلت له لا تصدقهم, لا يوجد معهم دليل شرعي.
قال : وما هو دليلك انت على ان لعبة الشطرنج حلال ؟
قلت له : الأصل الاباحة والتحريم يحتاج الى دليل وبالتالي فالشطرنج حلال الى أن يثبت من قال لك بالدليل القاطع أنه حرام شرعاً.
المهم ان الرجل اقتنع وفرح بالفتوى وذهب ليلعب الشطرنج وتغيرت حياته, وبعدها بأيام وجد أحد مشايخهم في السجن فسأله : يا فلان ابلغوني انك تلعب الشطرنج فهل هذا صحيح؟ اجابه نعم , قال له الشيخ كيف تلعب الشطرنج وهو حرام شرعاً؟ قال له يا شيخنا قد استفتيت أحد المشايخ في السجن,
قال له : من هو هذا الشيخ ؟
قال : الشيخ علي البخيتي
قال له بصوت عالي : تستفتي علي البخيتي انه زنديق ماركسي علماني فكيف تستفتيه؟
فقال له : لقد اقنعني بكلامه وقال لي ان الأصل في كل شيء الحلية وان التحريم هو ما يحتاج الى دليل.
الخلاصة أنه تصايح مع الشيخ, ووجدته بعدها بسنوات في سوق القات وتعرفت عليه وهو لم يتعرف علي لأن شكلي تغير بعد حلق لحيتي, وقال لي ضاحكاً بعد فتواك تصايحت معهم واختلفنا من حينها .
__________________________
” الصورة بعد خروجي من السجن بأيام ”
